إعجاز حديث علاج الغضب بتغيير الوضع

إعجاز حديث علاج الغضب بتغيير الوضع

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه

أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع"

(رواه أبو داود)

ومعنى كلام الحبيب صلي الله عليه وآله وسلم أن يتحول الغاضب إن كان قائماً –أي واقفا- إلى وضع الجلوس فإن كان هذا كافياً للسيطرة على غضبه فكفى بالجلوس علاجاً ، وإن لا يزال غاضباً فعليه بالتحول إلى وضع الاضطجاع -أي الرقود- إن أتيح له ذلك 

ولنبين وجه الإعجاز الطبي و السبق النبوي بعد أن نعرج على كلام بعض العلماء من التابعين ممن شرحوا الحديث و قالوا كلاماً طيباً نبرز بعضه: 

قال العلامة الخطابي - رحمه الله –في القرن الرابع الهجري في شرحه على سنن  أبي داود : ( القائم متهييء للحركة والبطش والقاعد دونه في هذا المعنى ، والمضطجع ممنوع من ذلك) 

تأثيرات هرموني الأدرينالين و النور أدرينالين مع الحركة:

هذان الهرمونان يؤثران على نفس المستقبلات وهي ألفا وبيتا ولكن بدرجات مختلفة وقدرات مختلفة على الارتباط وهناك فرق مهم وهو أن أدرينالين تأثيره عام حيث يفرز في الدم ويحفز مجموعة من الأعضاء والأنسجة معاً. أما النور أدرينالين فإن تأثيره الأساسي على النهايات العصبية الخاصة بعضو معين وتأثيره موضعي وإذا أفرز فإنه يؤثر بمكان إفرازه فقط دون الابتعاد الى أعضاء بعيدة 

وجه الإعجاز الطبي في تغيير الوضعية كعلاج للغضب:

يقول طبيب القلب السوري د.حسان شمسي باشا عضو الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن و السنة –حفظه الله- :"جاء في كتاب هاريسون الطبي انه من الثابت علمياً أن هرمون النور أدرينالين يزداد من ضعفين إلي ثلاثة لدي الوقوف أما هرمون الأدرينالين فيزداد بنسبة بسيطة لكن الغضب يزيد من نسبته في الدم – ولا شك أن العاملين معاً – الغضب والوقوف – يرفع نسبتهما ويبدآن في التأثير سلبيا بالتأثيرات الصحية السلبية للغضب على القلب والشرايين وضغط الدم والمعدة والجهاز العصبي وكثير من خلايا الجسد . 

والشكل  البياني الموضح يبين الازدياد الحاصل لمستوى الأدرينالين (باللون الأزرق) والنور أدرينالين (باللون الأحمر) مع تغير موقف الغاضب بين الوقوف والجلوس والاضطجاع (الرقود)

المؤلفون د. محمد العجرودي
التصنيف العلوم الطبية
الوسوم الاعجاز التشريعي
عدد المشاهدات 793
عدد المشاركات 1
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

الزكاة معجزة تشريعية من حيث درجة الإلزام والأهمية

الزكاة معجزة تشريعية من حيث درجة الإلزام والأهمية

الزكاة ركن من أركان الإسلام، وهذا جعلها في وعاء واحد مع الصلاة, والصوم, والحج، مما يدل على  أن الزكـــــاة معجـــــزة من حيث درجـــــة الإلزام والأهميــــــــة، فهي حق مفروض متى توافرت شروطها، والأدلة القرآنية والنبوية كثيرة جدا في وجوب الزكاة، يضاف إليهما إجماع الأمة على ذلك، ويتعضد هذا الالتزام بربط القرآن الكريم بين الصلاة ,والزكاة في آياته، وأن الدولة ملتزمة بمحاربة مانعي الزكاة –كما حدث من سيدنا أبي بكر خليفة المسلمين الأول:" والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله  ﷺ لقاتلتهم على منعه ، فقال عمر : فوالله ما هو إلا أن رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق

علم الوراثة فى البشر

علم الوراثة فى البشر

النص المعجز: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ  (22)  سورة الروم  المعانى اللغوية: اللسان في الفم: اللغة ، واختلاف الألوان في الصور ولون البشرة  ، العَالِمُون: هم أهل العلم الذين يفهمون العبر ويتدبرون الآيات. أقوال المفسرين: قال الطبرى:  (وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ): واختلاف منطق ألسنتكم ولغاتها ، (وَأَلْوَانِكُمْ): واختلاف ألوان أجسامكم ، فمنهم الأسود والأبيض والأحمر وبين ذلك أ.هـ. ومع أن الوجه والفم واللسان واحد فلا نجد صوتين متفقين من كل وجه ولا لونين متشابهين من كل وجه إلا ونجد من الفرق بين ذلك ما به يحصل التمييز. إن في فعله ذلك لعبرا وأدلة لخلقه الذين يعقلون (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ للْعالِمِينَ). وهذا الاختلاف لئلا يقع التشابه فيحصل الاضطراب ويفوت كثير من المقاصد والمطالب، وهذا دال على كمال قدرته، ونفوذ مشيئته. 

نملة اعْلَمُ من الجِن

نملة اعْلَمُ من الجِن

قال تعالى : فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ. (سورة سبأ 14) تفسير الطبرى : يقول تعالى ذكره: فلما أمضينا قضاءنا على سليمان بالموت فمات (مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ) يقول: لم يدل الجن على موت سليمان (إِلا دَابَّةُ الأرْضِ) وهي الأرضة وقعت في عصاه التي كان متكئًا عليها فأكلتها، فذلك قول الله عز وجل (تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ)  وهذه الآية القرآنية تتضمن ذكر ما حدث لنبي الله سليمان بن داود عليهما السلام عند وفاته، وذلك أنه لما مات كان متكئا على عصاه، فبقي متكئا عليها مدة من الزمن كما هو؛ لأن أجساد الأنبياء لا تبلى، وكان الجن لا يعلمون أنه قد مات، حتى وقعت الأرضة في عصاه التي كان متكئا عليها  وكان لذلك سبب وهو ما قد أشيع: أن الجن تعلم الغيب، وهو غير صحيح حيث أكد الله بطلان هذا بقصة موت النبي سليمان عليه السلام، وذلك أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب لعلموا بموت سليمان في حينه، لكنهم لم يعلموا بذلك إلا بسبب الأرضة التي أكلت عصاه، فكان هذا دليلا قاطعا على أن الجن لا يعلمون الغيب، وقد ذكر الله ذلك في آخر هذه الآية بقوله تعالى: ﴿فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين .