الفيروسات من شر ما خلق

الفيروسات من شر ما خلق

النص المعجز:

(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) سورة الفلق

لو نظرنا إلى الخسائر البشرية التى أصابت الناس من جراء بعض الأوبئة الفيروسية فنجد أن الذين ماتوا من أوبئة  الجدرى فى القرن العشرين يقدر بأكثر من 500 مليون ، ومن أوبئة الأنفلونزا بأكثر من 120 مليون ، هذا بخلاف الأوبئة الأخرى التى أصابت البشرية مثل وباء شلل الأطفال ، الحصبة ، والإيبولا ، وحمى الدنك ، والحمى الصفراء ، والالتهاب الكبدى الوبائى ، السارس ، والأيدز (والذى مات منه 40 مليون من سكان العالم منذ ظهوره فى عام 1983). وإذا نظرنا إلى الذين قتلوا فى الحروب العالمية الأولى والثانية بالعالم (70 مليون) بينما نجد أن تعداد الموتى من وباء الجدرى    500 مليون 

 إن الخسائر الإقتصادية للأوبئة الفيروسية  تتمثل فى خسائر العلاج والرعاية والتحصينات ودفن الموتى ، وخسائر فى قلة الأيدى العاملة ، وخسائر فى تعطيل السياحة والتجارة العالمية وكل قطاع منها تقدر فيه الخسائر ببلاين الدولارات.  وهذا وباء كورونا حصد حتى الآن من الموتى 5,7 مليون فرد وأصاب 380 مليون فرد ، وتسبب فى خسائر اقتصادية كثيرة فى قطاع السياحة والتجارة والاقتصاد العالمى، وفيروس الإنفلونزا الموسمية يصيب 500 مليون سنويا على مستوى العالم ويقتل 6 مليون سنويا ، وفى أمريكا وحدها يصاب به سنويا 500 - 600 ألف ويموت منه حوالى 30 ألف ، ويكلف العلاج ضد فيروس الإيدز سنويا فى أمريكا 16 بليون دولار. ومشاكل الأمراض الفيروسية تتلخص فى أنها لا تستجيب للمضادات الحيوية ، وكثيرة التحور ، وسريعة الانتشار ، وتتواجد فى عوائل أخرى عير العوائل الأصلية  ، ولا يمكن السيطرة عليها إلا بالتحصينات ، ومع ذلك فإنها فى وجود المتحورات الجديدة فهى تهرب من تأثير اللقاحات السابقة مما يؤدى إلى ربكة فى الأوساط الطبية والصحية

وجه الإعجاز:

إن التعوذ بالله من شر ما خلق أمر مهم فى عقيدة المسلم ، والفيروسات هى من شر ما خلق الله عز وجل ، وهذه السورة وسورة الناس هما المعوذتان اللتان كان يعوذ بهما النبى  ﷺ الحسن والحسين. وعلى الناس أن يعرفوا أن من المخلوقات ما هو شر قد يرسله الله على من يشاء من عبادة لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى ، وربما تكون لإفاقة الناس من غيهم وركونهم إلى الأسباب المادية وتركهم شرع ربهم كما هو الحال مع فيروس الإيدز والذى انتشر بين المثليين وبالجنس المحرم.

المؤلفون أ.د. حنفي محمود مدبولي
التصنيف العلوم الطبية
الوسوم الفيروسات العلوم الطبية
عدد المشاهدات 759
عدد المشاركات 0
شارك المادة
تحميل المادة

مواد ذات صلة

الناصية ووظيفة الفص الجبهي للدماغ

الناصية ووظيفة الفص الجبهي للدماغ

الناصية ووظيفة الفص الجبهي للدماغ.

مراحل خلق جنين الإنسان

مراحل خلق جنين الإنسان

النص الشريف : ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ ..(14) المؤمنون  يمر خلق جنين الإنسان بثلاث مراحل أساسية ،  الأولى بدايتها النطفة الأمشاج  ونهايتها العلقة (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) وتستمر حتى  21 يوما من التلقيح.  والثانية هى مرحلة التخليق (فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا) وهى مرحلة الأطوار  (من اليوم 22 إلى اليوم  42)  ، وجاء ذكرها فى سورة نوح  (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) ، وأهم ما يميزها هو التخليق السريع للجنين  لذلك استعمل حرف العطف (الفاء) الذى يفيد التعقيب للربط والانتقال بين أطوار هذه المرحلة، وفيها يتم تخليق كل أعضاء الجنين الداخلية. والثالثة مرحلة النشأة الآخرة وفصلت عن مرحلة التخليق  بحرف العطف (ثم) الذى يفيد الترتيب مع التراخى ، وتبدأ من الأسبوع الثامن حتى الولادة  وفيها تنمو الأعضاء ويكتمل نموها . وكل مرحلة  لها بداية ونهاية ، أما الطور فليس محدد البداية ولا النهاية لقلة الفارق الزمنى  بين الأطوار  مع التغير فى الشكل والصفة  وجه الإعجاز: تشير الآيات لمراحل محددة البداية والنهاية ، وأسماء معبرة عن الشكل وأهم التغيرات،  وحروف عطف مناسبة للفوارق الزمنية في التحول بين المراحل (ثم) أو بين الأطوار (الفاء). ولم يظهر علم الأجنة فى الإنسان  الا فى أواخر القرن العشرين ، وذكر هذه الأوصاف فى القرآن الكريم بمصطلحاتها العلمية (النطفة ، العلقة ، المضغة ،.....) ، ودقة التفريق بين المرحلة والطور باستخدام حروف العطف المناسبة  فى الآية الكريمة لهى دلالات واضحة على صدق الرسالة وصدق الرسول  ، وأن  القرآن الكريم كتاب علم وهداية وبالعلم يهتدى الناس إلى الخالق وحده وهو رب العالمين ، وأنه وحى من العيم الخبير.

الرجفة والصيحة

الرجفة والصيحة

النص المعجز: (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ(67) الحقيقة العلمية : عندما تصل قوة الصوت إلى 200 ديسيبل تنفجر الرئتين،  وإذا زادت فإنه يمزق أنسجة الجسم ويفتتها إلى قطع صغيرة محروقة تشبه الهشيم الذي تخلفه حرائق الغابات. وأن الترددات العالية والشديدة تجعل الهواء يتمدد بشكل مفاجئ وينضغط بشدة، وهذا يؤدي إلى رفع درجة حرارة الهواء إلى آلاف الدرجات المئوية، فيكون الصوت مترافقاً بالحرارة العالية وهو ما يعرف بالصاعقة. والقرآن يبين هذا عن هلاك قبيلة ثمود: (فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ) [القمر: 31]. وهشيم المحتظر هو المرعى اليابس والمحترق ، وقوله: (فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [المؤمنون: 41]. والغثاء هو البالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل. والصيحة هي أشمل وأعمّ من الرجفة لإنها تُصيب عدداً أكبر،  والمعلوم أن الصوت يمتد أكثر من الرجفة ولهذا فهي تؤثر في ديار عديدة لذا جاء استخدام كلمة (ديارهم) مع الصيحة كما في سورة هود (وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ(67) ،  أما الرجفة فيكون تأثيرها في مكانها فقط كما في قوله تعالى في سورة الأعراف (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(78) ، ولم ترد في القرآن كلمة ديارهم إلا مع العذاب بالصيحة ولم ترد كلمة (دارهم) إلا مع العذاب بالرجفة.  أوجه الإعجاز العلمى: هذا التفريق بين الصيحة والرجفة  وآثارهما المدمرة فى هذه الآيات هو من باب الإعجاز البيانى  والعلمى فى القرآن الكريم . فكيف علم هذا النبي الأمي بأن الصوت يمكن أن يدمر أي شيء ويفتت الأشياء ويحولها إلى غثاء وإلى هشيم، وأن الصوت يمكن أن يحرق أي شيء؟ الجواب  كما بينه رب العزة (إن هو إلا وحى يوحى) وهذا يدل على صدق النبى محمد ﷺ، وأن القرآن الكريم كتاب علم وهداية وبالعلم يهتدى الناس إلى رب العالمين.